بين صلاح وأم التنانين.. العروش لا تصنع ملوكاً

محمد صلاح

قبل أيام من مواجهة مفصلية على لقب الدوري الإنجليزي، قرر محمد صلاح أن يسافر إلى نيويورك وذلك للمشاركة باختياره كواحد من بين 100 شخصية هي الأكثر تأثيراً في العالم وهو احتفال تُقيمه مجلة التايمز.

قبل مواجهة هادرسفيلد التي كان من المتوقع أن تكون مصيرية في حال خسر مانشستر سيتي نقاط أمام يونايتد (وهو أمر لم يحدث) قرر صلاح أن يسافر حوالي 16 ساعة (8 ساعات ذهاباً و8 إياباً) لحضر الحفل ويلتقي هناك مع ملكة التنانين في مسلسل صراع العروش إيميليا كلارك.

في صراع العروش، لا تملك دينيريس تارجيريان (إيميليا كلارك) اكثر من تنانينها لكنها تعلم جيداً أن هذه التنانين لا تكفِ وحدها للجلوس على العرش، معركة طويلة يجب أن تخوضها تحتاج فيها إلى آل ستارك وجزء من آل لانيستر وعائلات الشمال بأكملها وكل الجيوش التي جمعتها من رحلتها الطويلة. لا تبدو دينيريس كملكة تستحق الجلوس على العرش لكنها مع كل من هم حولها تستطيع ذلك.

في ليفربول بات الأمر مختلفاً، ويبدو أن العرش الذي تصور صلاح مع ملكته في نيويورك بات يُشغله كثيراً هذه الأيام.

في بداية الموسم كان ماني هو العنصر الذي تتم الإضاءة عليه بأنه يُفضل مصلحته الشخصية على الفريق، لكن مع مرور المباريات اتضح أن صلاح تجاوز السنغالي بمراحل.

في البداية وصل عدد الفرص الكُبرى التي أضاعها صلاح في هذا الموسم إلى 16، بينما لم يتجاوز ما أضاعه ماني الفرص السبعة، لسنا هنا لمقارنة ماني بصلاح، كل منهما قدم موسماً أفضل من الآخر، لكن تكمن المشكلة هذا العام في عقلية صلاح.

بعد تصريحه الشهير بأن "بعض اللاعبين يُقال أنهم يقدمون أفضل موسم في مسيرتهم ولديهم ذات عدد أهدافه"، حاول محمد صلاح أن يغمز من قناة سيرجيو أغويرو على الرغم من أن المعدل التهديفي لأغويرو هو هدف كل 117 دقيقة مقابل هدف كل 158 دقيقة لمحمد صلاح. وهذا فضلاً عن اختلاف الأداء الذي كان يُقدمه لاعب مانشستر سيتي مع فريقه هذا الموسم إن كان لناحية عمله داخل منطقة الجزاء أو خارجها.

جاءت مشكلة صلاح الكبرى في مباراة كارديف، ركلة جزاء للفريق في الدقيقة 81 في مباراة مفصلية، ميلنر هو المسدد الأول لكن صلاح قرر أنه يريد تسديد الكرة في وقت حساس، وبعد تسجيل الهدف الذي أنقذ ليفربول مباراة صعبة جداً أمام المهدد بالهبوط لتأمين الثلاث نقاط رفض صلاح الاحتفال مع اللاعبين لسبب بسيط وهو أن هذا الهدف كان سيضعه في صدارة هدافي البريميرليغ.

يحتاج صلاح للتفكير بالفريق أولاً، ما يحاول اثباته على الصعيد الشخصي لم يعد ينفع هذا الموسم، هو خارج خيارات التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي وخارج خيارات أفضل لاعب. يحتاج صلاح إلى العودة لحالة ذهنية مثالية تضع مصلحة الفريق أولاً ثم مصلحته الخاصة، لأن أحداً لا يُمكنه أن يجلس على العرش وحده، ولأنه في الأساس "العروش لا تصنع ملوكاً".