رحيل كوتينيو "على نار هادئة"

الدوري الاسباني ( كوتينيو )

بعد رحيل اندريس انيستا كان ثقل الغياب مُلقى على عاتق رجل واحد قادم من الآنفيلد، انتظره إداريي برشلونة في مكاتبهم حتى ساعات الصباح الأولى تحت انظار عدسات العالم.. انتهى موعد سوق الانتقالات الصيفية حينها ولم يصل الى الكامب نو سوى علب البيتزا. انهمر كوتينيو بالبكاء في معسكر المنتخب البرازيلي وزيّف إصابة بالظهر كيلا يُشارك مع فريقه كي يُسرّع بانتقاله الى برشلونة في صفقة هي الأغلى في تاريخ  النادي الكتلوني. 

مشاهد من فيلم تنبئ بأن هذا الرجل سيسد فراغ من رحل ويُحدث تأثيراً كبيراً لكن ما حصل منذ شتاء 2018 مختلف كلياً. 

فشل كوتينيو بملء دور انيستا في منتصف الملعب ومع وجود راكيتيتش - بوسكيتس - ارثور ميلو وارتورو فيدال تحول كوتينيو الى خيار خامس لدى فالفيردي في خط الوسط وإن أراد اشراكه في المقدمة فعليه ان يكون بديلاً لميسي او ديمبيلي (الشاب بدوره عانى في التأقلم مع برشلونة عندما وصل الى النادي بديلاً لنيمار دا سيلفا لكن مع الوقت بات قطعة أساسية في رقعة فالفيردي حتى أنه أشركه امام ليون رغم عدم جهوزيته وخاطر به لأن المباراة كانت مصيرية للنادي). 

كوتينيو لا ينجح بالاختراق الى العمق من مركز الجناح فعمق برشلونة محجوز لميسي حتى وإن كان هذا هو مركزه مع ليفربول لن يُضحي فالفيردي بالكرات التي تصل الى ليو ولن يخلق الزحمة حول الأرجنتيني. كوتينيو معتاد على انتظار الكرة كي تصل الى اقدامه وليس بالتحرك الدائم مع وبدون الكرة كما هو الحال في برشلونة، دوره الدفاعي ضعيف جداً، حتى ان نسبة مراوغات هذا الموسم تدنت بشكل كبير بالإضافة الى تدهور كارثي في ارقامه التهديفية او الفرص السانحة للتهديف (في موسم 2018- 2018 تمكن كوتينيو من تسجيل 20 هدفاً مع 13 تمريرة حاسمة لكن هذا الموسم سجل فقط % اهداف و 4 اسيست. 

بات دوره معروف: استلام الكورة، الالتفاف حول نفسه وتمرير الكرة الى أقرب زميل له أو إعادتها الى الوراء. يُدرك زملاء كوتينيو ومدربه فالفيردي ان المشكلة نفسية الأخير يمدح به في المؤتمرات الصحفية وميسي وسواريز يُهديانه تمريرات حاسمة وضربات جزاء

قالها اللاعب بنفسه: "لم أقدم المستوى المطلوب ولم العب دقائق كثيرة.. امام مستقبلي فلا اعلم ما يحمل بعد". الاستسلام بدأ يشق طريقه في نفس فيليبي ومع قدوم فرانكي كي يونغ وحاجة برشلونة لبديل من الصف الأول للويس سواريز يبدو ان اللاعب البرازيلي سيقرر مصيره بقدميه في الأشهر القليلة المقبلة.